شيوخه في وكالة الجاموس وفي الجامع الأزهر
لا تفيدنا المصادر شيئا عن أسماء المشايخ، الّذين يحتمل أنّه التقى بهم في مدرسة ابن طولون بوكالة الجاموس أو في الجامع الأزهر، وأمّا في المدرسة فلعلّه قد التقى مع بعض تلاميذ الشّيخ عمرو بن رمضان التّلاتي، كالشّيخ علي بن يوسف المصعبي، والشّيخ رمضان بن أحمد بن سالم الغول الجربي (1234هـ/ 1819م)، وصالح بن يوسف البلاّز الجربي، وسليمان الفوراتي الخيري الجربي، وعلي بن مرزوق بن حديد الجربي وغيرهم([1])، وربط الشّيخ سعيد بأولئك على سبيل التّتلمذ عليهم في وكالة الجاموس، يكون على فرض بقائهم على قيد الحياة إلى فترة وجوده في مصر، وأيضا على فرض بقائهم في هذه الحاضرة العلميّة، وإلاّ فالمقام يحتاج إلى مزيد تنقيب في التّواريخ وأمكنة التّحرّك والوجود.
وأمّا شيوخ الشّيخ سعيد في الأزهر، فيمكن -على الأقلّ- ذكر الّذين تولّوا مشيخة الأزهر في فترة وجوده في مصر، وهم: عبد الله الشّرقاوي الشّافعي 1208-1227هـ، ومحمّد الشّنواني الشّافعي 1227- 1233هـ، ومحمّد بن أحمد العروسي الشّافعي 1233-1245ه([2])،ولعلّه أدرك هذا الاخير في آخر أيّامه هناك.
ويحسن هنا أن نشير إلى أنّه اندمج اندماجاً فعلياً في هذا المجتمع الجديد الّذي صار إليه، وهذا ما نلمسه في نسبة نفسه إلى الأزهر الشّريف في كثير من المواضع، أو ربّما نسبه غيره إليه([3])، حتّى إنّه قد أثبت هذه النّسبة بعد رجوعه إلى بلدته جادو، فنجده يكتب: الباروني الأزهري ابن عيسى سعيد... وذلك ببلد جادو...([4])، كما نلمسه أيضا فيما اقتناه من كتب فنون العلم المختلفة غير الإباضيّة وهو في مصر، حتّى إنّها لتُشكِّل ثلثي مكتبته، ويبقى الثّلث الآخر لمنسوخاته وللكتب الإباضيّة.
([1]) ينظر: سهم الحقّ، عمرو التّلاتي أنموذج انفتاح الإباضيّة على المذاهب الإسلاميّة، منتدى نشأة الإباضيّة (موقع الكتروني) بتاريخ: 11/04/2017م.
([2]) ينظر: موقع ويكيبيديا.
([3]) ومن ذلك ما ذكره ابن تعاريت عن الشّيخ قاسم بن القاضي اليديسي، من أنّه اشتهر بالشّيخ قاسم المصريّ، لأجل لهجته المصريّة، ولزمه هذا اللّقب إلى أن توفّي.. ينظر: رسالة في تاريخ جربة (مصدر سابق)، ص32.
([4]) شرح الأصول الدّينيّة (المصدر السّابق)، ص193.