وفاته

اختلفت المصادر الّتي تحدّثت عن الشّيخ في سنة وفاته، بين سنة 1282هـ([1]) وسنة 1284هـ([2])، والصّحيح خلاف ذلك؛ فقد كتب وصيّته لحفيده أحمد، بتاريخ: أواخر ربيع الأنور 1281هــ/ 1864م، ونجد كاتب الوصيّة يعود إليها لكتابة موافقة ورثة الشّيخ سعيد عليها، ويُسجّل على الطّرّة، قوله: «الحمد لله بعد وقوع ما سطّر أمامه كيف ذكر، ووفاة الشّيخ سعيد الموصي المذكور أمامه رحمه الله، حضر الآن ورثته... بتاريخ أواخر محرّم عام 1282هـ اثنين وثمانين ومائتين وألف...»([3])، وورد أيضا في مرثيّة له: «أصيل يوم الإثنين حين نعوا به... بذي الحجّة المذكور... ثمانون قد حلّت... وعامين من بعد الثّمانين في الذّكر... قضى نحبه لخمس في الشّهر قد مضت بذي حجّة...»([4]).

وبالجمع بين ما ورد في الوصيّة وما في المرثيّة، نرجّح أنّه توفّي في آخر 1281هـ/ 1865م، وبهذا يصحّ أنّه قد مضى عامان بعد الثّمانين من القرن الثّالث عشر الهجريّ، كما في المرثيّة، وفي الوقت نفسه يتمّ الإشهاد على وصيّته في محرّم من عام 1282هـ، ويستحيل أن يقصد صاحب القصيدة بذي الحجّة من عام 1282هـ إذ سيكون قد مرّ حوالي ثلاث سنوات من هذه السّنة ثم كيف يتمّ الإشهاد في محرّم من هذه السّنة، وهو سيموت في شهر ذي الحجّة آخر العام؟

إذن؛ فالصّحيح أنّه توفّي أصيل يوم الإثنين 5 ذي الحجّة 1281هــ/ 30 أفريل 1865م، كما في تلك القصيدة المرثيّة، وبدلالة ما في الوصيّة أيضا، ثمّ إنّ مُحوّل التّاريخ- الإسلام([5]) أثبت يوم الأحد لمّا وضع فيه اليوم والشّهر اللّذين أوردهما صاحب القصيدة مع سنة 1281هـ، في حين أثبت يوم الجمعة لمّا وُضعا فيه مقرونين بسنة 1282هـ.

 

([1]) ينظر: سليمان الباروني باشا في أطوار حياته (مرجع سابق)، ص34، وكذا ما ورد في مقدّمة فهرس مخطوطات مكتبة الباروني في جربة- 1998م، من إنجاز سعيد بن يوسف الباروني، حافظ المكتبة الحالي.

([2]) ينظر: تاريخ جزيرة جربة ومدارسها العلميّة، ص155، أيضا: جزيرة جربة في موكب التّاريخ، ص115.

([3]) وصيّة الشّيخ سعيد الباروني لحفيده أحمد، الطرّة.

([4]) ينظر: سعيد بن الحاج أيّوب الباروني، نعي معشر الاخوان من أهل مذهبي (مرثيّة)، برقم: 300، في المكتبة.

([5]) ينظر: http://www.al-islam.com/Loader.aspx?pageid=620.