منشورات المكتبة
- تاريخ النشر : 21-05-2024
حركة الطباعة وأثرها في التّواصل الحضاري
حركة الطباعة وأثرها في التّواصل الحضاري
محرّم 1440هـ/3-4 اكتوبر 2018
المطبعة البارونيّة ودورها في نشر الكتاب
اعداد: سعيد بن يوسف الباروني باحث في التّراث وحافظ المكتبة البارونيّة بجربة.
المقدّمة :
الكتابة من أعظم تجلّيات الوعي البشريّ الّتي عبّرت عن تفوّق الإنسان على المخلوقات الأخرى الكثيرة الّتي تعيش معه على الأرض. من خلال الكتابة تفرّد الإنسان بحفظ تاريخه ، ونقل تراثه الممتدّ في تجاربه الأولى إلى حاضره ، واحتضانه وحراسته وحمله إلى مستقبله وأجياله الآتية ، فلولا الكتابة لما وصلنا خبر الحضارات القديمة ، ولا إنجازاتها وآدابها وفنونها ، وهكذا لولا الكتابة لاندثر تاريخ النّبوّات وباد تراثها المقدّس ، وتوارى دورها وعطاؤها في تأريخ البشريّة ([1])
لا شكّ أنّ اختراع آلة الطّباعة كان من الأسباب الرّئيسيّة لتقدّم النّهضة العلميّة والصّناعيّة في أوروبا، فمنذ ان اخترع الألماني جوتنبرج آلة الطّباعة عام 1450م ، بدأت آلاف المصنّفات تطبع في ربوع الدّول الأوروبيّة الّتي استفادت من تقنية الطّباعة لنشر كل ما يتعلّق بالعلوم بمختلف تخصّصاتها رغم أن البدايات كانت تركّز على الكتب ذات الطّابع الدّينيّ ولكن تجاوز كلّ هذا بطباعة مختلف العلوم لينتشر الكتاب بشكل كبير وتطوّرت النّهضة العلميّة لديهم بوعي الشّعوب بقيمة الطّباعة ممّا أدّى في الأخير إلى تمكنّهم من امتلاك العالم وكلّ الصّناعات والتّكنولوجيا إلى يومنا هذا.
تمكّن مارتن روثفي فيما بعد من اختراع حروف اللّغة العربيّة لآلة الطّباعة عام 1468م، وهو العام نفسه الّذي طبع فيه أوّل كتاب أوروبيّ يحمل حروف اللّغة العربيّة والّذي نشره الألمانيّ بيرنهارد فون بريدنباخ مسطّرا فيه رحلته إلى فلسطين إلا ّأنّ العرب لم يستفيدوا من تقنية آلة الطّباعة الاّ في نهاية القرن الـ 18 ميلادي.
الطّباعة في زنجبار:
كانت البداية الفعليّة لاستخدام العمانيين لآلة الطّباعة حينما نجح السّلطان برغش بإنشاء المطبعة السّلطانية في زنجبار كأوّل مطبعة عمانيّة فعليّة عام 1880م حيث اشترى السّلطان مطبعة متكاملة من الآباء اليسوعيّين ببيروت وجلب لها فنّييّن في الطّباعة من لبنان لتشغيلها برفقة بعض من مثقّفي أهل عمان والمهتمّين بالنّشاط الفكريّ العمانيّ وتراثه كمشرفين على عمليّة الطّباعة ومراجعة ما يتمّ نشره ممّا أسهم بشكل كبير لتصبح زنجبار بيد العمانيّين درّة أفريقيا ومنارة علم يقصدها أهل الثّقافة والفنون.
الطّباعة في مسقط بسلطنة عمان :
دخلت آلة الطّباعة إليها لأوّل مرّة عن طريق الإرساليّة الأمريكيّة في مسقط عام 1895م وكان نشاطها مقتصرا على طباعة منشورات مشروع التّنصير الّذي فشل وفشلت معه المطبعة الّتي تمّ غلقها فيما بعد.([2])
الطّباعة في مصر:
ارتبط ظهور الطّباعة بحملة نابليون بونابرت على مصر عام 1798م اذ حمل معه ثلاث مطابع مجهّزة بحروف عربيّة ويونانيّة وفرنسيّة، وكان الهدف الأساسيّ هو طباعة المنشورات والأوامر، وكانت تقوم بعملها في عرض البحر، حتّى دخلت الحملة القاهرة، فنقلت إليها، وعرفت بالمطبعة الأهليّة ثم توقّفت بانتهاء الحملة الفرنسيّة عام 1801م، ولم يُعرف مصيرها.
وفي عام 1819 أو 1821م أنشأ والي مصر محمّد علي باشـا (1184-1265هـ / 1770-1849م) مطبعة على أنقاض المطبعة الأهليّة، عُرفت بالمطبعة الأهليّة أيضًا، ثم نُقلت إلى بولاق، فعرفت بمطبعة بولاق، أو المطبعة الأميريّة، وكانت هذه المطبعة ثورة في عالم المعرفة، طبع فيها في مدّة وجيزة من عام 1289هـ إلى عام 1295هـ أكثر من نصف مليون كتابا، ولم تتوقّف خلال تسعين سنة من عملها المتواصل غير مدّة يسيرة بين عامي 1861 و 1862م بين عهدي محمّد علي والخديوي إسماعيل (1245-1312 هـ/ 1830-1895م).
وبعد أربعين سنة من إنشاء مطبعة بولاق (الأميريّة) الّتي أسهمت إسهامًا كبيرًا في إثراء المعرفة الإنسانيّة بطبع روائع التّراث الإسلاميّ ونشرها، توالى ظهور بعض المطابع الأهليّة مثل: مطبعة الوطن عام 1860م، ومطبعة وادي النّيل عام 1866م، ومطبعة جمعيّة المعارف عام 1868م، والمطبعة الخيريّة بالجمّالية، والمطبعة العثمانيّة، والمطبعة الأزهريّة، والمطبعة الشّرفية أو الكاستليّة، والمطبعة الرّحمانيّة، وغيرها من المطابع.
المطبعة البارونيّة بمصر:
أنشأ سليمان الباروني في مصر مطبعةً وأصدر صحيفةَ الأسد الإسلامي عام 1907 فأشار فيها إلى بعض أفكاره وآرائه ، وعرّف على صفحاتها بقضيّة بلاده وبغيرها من القضايا . ولكن لم يكتب لهذه الجريدة طول العمر إذ لم تصدر منها إلا ثلاثة أعداد دعا من خلالها إلى فكرة "الجامعة الإسلاميّة".
مطبوعات الازهار البارونيّة المتوفّرة بالمكتبة البارونيّة بجربة
- 1ديوان سليمان الباروني الشّعري:
ظهرت الطّبعة الأولى من ديوان سليمان الباروني سنة 1326ه/1908م بمطبعة الأزهار البارونيّة الّتي أسّسها بالقاهرة في الحبّانية بشارع محمّد علي بمصر. اشتمل هذا الدّيوان على ما يقرب من 80 مقطوعة منها المطوّلة و منها الأبيات المرتجلة و ذيّلها برسالتين تحتوي على تقريظات لأدباء مصريّين و ليبييّن ([3]). الرّسالة الأولى: في 32 صفحة نشر فيها قصيدة من نخبة علماء زوارة و أدبائها منهم الشّيخ عربي بن رمضان و بعض زملائه المشايخ علي بن محمّد والسّنوسي بن محمّد وأحمد بن قدمور وغيره من الفضلاء وختمها بتهاني الدّستور الّذي منحه السّلطان العثمانيّ الغازي عبد الحميد خان حقنا للدّماء في 23 يوليو1908 م.
الرّسالة الثّانية في 16 صفحة وهي جملة من التّقاريظ وردت عليه من أفاضل الأدباء تكريما لديوان شعره منهم: كريم اسماعيل باشا صبري وكيل الحقّانية و الشّيخ أحمد الفسّاطوي الأزهريّ و الشّيخ حسين الرّفاعي المحلاوي المدرّس بالأزهر الشّريف و الشّيخ سعيد الباروني و العلّامة شيخ طنطاوي الجوهريّ مؤلّف التّاج المرصّع و جواهر العلوم و الأديب قاسم أفندي الباروني و شقيقه الشّيخ يحيى الباروني. يشتمل الكتاب على 127 صفحة, مقاس الصّفحات 18*13. الكتاب تامّ، أوراقه منفصلة , به اهتراء في الحواف و ثقوب الأرضة. تمّت مقارنته بنسخة من جمع و ترتيب ابنته زعيمة سليمان الباروني الّتي قامت بنشر الجزء الأوّل والثّاني في 286 صفحة بمطابع دار لبنان للطّباعة و النّشر ببيروت سنة 1392ه/1972م. بمقاس 24*16.5 و بمعدّل 23 سطرا.
- 2القسم الثّاني من كتاب الأزهار الرّياضيّة :
محرّم 1440هـ/3-4 اكتوبر 2018
المطبعة البارونيّة ودورها في نشر الكتاب
اعداد: سعيد بن يوسف الباروني باحث في التّراث وحافظ المكتبة البارونيّة بجربة.
المقدّمة :
الكتابة من أعظم تجلّيات الوعي البشريّ الّتي عبّرت عن تفوّق الإنسان على المخلوقات الأخرى الكثيرة الّتي تعيش معه على الأرض. من خلال الكتابة تفرّد الإنسان بحفظ تاريخه ، ونقل تراثه الممتدّ في تجاربه الأولى إلى حاضره ، واحتضانه وحراسته وحمله إلى مستقبله وأجياله الآتية ، فلولا الكتابة لما وصلنا خبر الحضارات القديمة ، ولا إنجازاتها وآدابها وفنونها ، وهكذا لولا الكتابة لاندثر تاريخ النّبوّات وباد تراثها المقدّس ، وتوارى دورها وعطاؤها في تأريخ البشريّة ([1])
لا شكّ أنّ اختراع آلة الطّباعة كان من الأسباب الرّئيسيّة لتقدّم النّهضة العلميّة والصّناعيّة في أوروبا، فمنذ ان اخترع الألماني جوتنبرج آلة الطّباعة عام 1450م ، بدأت آلاف المصنّفات تطبع في ربوع الدّول الأوروبيّة الّتي استفادت من تقنية الطّباعة لنشر كل ما يتعلّق بالعلوم بمختلف تخصّصاتها رغم أن البدايات كانت تركّز على الكتب ذات الطّابع الدّينيّ ولكن تجاوز كلّ هذا بطباعة مختلف العلوم لينتشر الكتاب بشكل كبير وتطوّرت النّهضة العلميّة لديهم بوعي الشّعوب بقيمة الطّباعة ممّا أدّى في الأخير إلى تمكنّهم من امتلاك العالم وكلّ الصّناعات والتّكنولوجيا إلى يومنا هذا.
تمكّن مارتن روثفي فيما بعد من اختراع حروف اللّغة العربيّة لآلة الطّباعة عام 1468م، وهو العام نفسه الّذي طبع فيه أوّل كتاب أوروبيّ يحمل حروف اللّغة العربيّة والّذي نشره الألمانيّ بيرنهارد فون بريدنباخ مسطّرا فيه رحلته إلى فلسطين إلا ّأنّ العرب لم يستفيدوا من تقنية آلة الطّباعة الاّ في نهاية القرن الـ 18 ميلادي.
الطّباعة في زنجبار:
كانت البداية الفعليّة لاستخدام العمانيين لآلة الطّباعة حينما نجح السّلطان برغش بإنشاء المطبعة السّلطانية في زنجبار كأوّل مطبعة عمانيّة فعليّة عام 1880م حيث اشترى السّلطان مطبعة متكاملة من الآباء اليسوعيّين ببيروت وجلب لها فنّييّن في الطّباعة من لبنان لتشغيلها برفقة بعض من مثقّفي أهل عمان والمهتمّين بالنّشاط الفكريّ العمانيّ وتراثه كمشرفين على عمليّة الطّباعة ومراجعة ما يتمّ نشره ممّا أسهم بشكل كبير لتصبح زنجبار بيد العمانيّين درّة أفريقيا ومنارة علم يقصدها أهل الثّقافة والفنون.
الطّباعة في مسقط بسلطنة عمان :
دخلت آلة الطّباعة إليها لأوّل مرّة عن طريق الإرساليّة الأمريكيّة في مسقط عام 1895م وكان نشاطها مقتصرا على طباعة منشورات مشروع التّنصير الّذي فشل وفشلت معه المطبعة الّتي تمّ غلقها فيما بعد.([2])
الطّباعة في مصر:
ارتبط ظهور الطّباعة بحملة نابليون بونابرت على مصر عام 1798م اذ حمل معه ثلاث مطابع مجهّزة بحروف عربيّة ويونانيّة وفرنسيّة، وكان الهدف الأساسيّ هو طباعة المنشورات والأوامر، وكانت تقوم بعملها في عرض البحر، حتّى دخلت الحملة القاهرة، فنقلت إليها، وعرفت بالمطبعة الأهليّة ثم توقّفت بانتهاء الحملة الفرنسيّة عام 1801م، ولم يُعرف مصيرها.
وفي عام 1819 أو 1821م أنشأ والي مصر محمّد علي باشـا (1184-1265هـ / 1770-1849م) مطبعة على أنقاض المطبعة الأهليّة، عُرفت بالمطبعة الأهليّة أيضًا، ثم نُقلت إلى بولاق، فعرفت بمطبعة بولاق، أو المطبعة الأميريّة، وكانت هذه المطبعة ثورة في عالم المعرفة، طبع فيها في مدّة وجيزة من عام 1289هـ إلى عام 1295هـ أكثر من نصف مليون كتابا، ولم تتوقّف خلال تسعين سنة من عملها المتواصل غير مدّة يسيرة بين عامي 1861 و 1862م بين عهدي محمّد علي والخديوي إسماعيل (1245-1312 هـ/ 1830-1895م).
وبعد أربعين سنة من إنشاء مطبعة بولاق (الأميريّة) الّتي أسهمت إسهامًا كبيرًا في إثراء المعرفة الإنسانيّة بطبع روائع التّراث الإسلاميّ ونشرها، توالى ظهور بعض المطابع الأهليّة مثل: مطبعة الوطن عام 1860م، ومطبعة وادي النّيل عام 1866م، ومطبعة جمعيّة المعارف عام 1868م، والمطبعة الخيريّة بالجمّالية، والمطبعة العثمانيّة، والمطبعة الأزهريّة، والمطبعة الشّرفية أو الكاستليّة، والمطبعة الرّحمانيّة، وغيرها من المطابع.
المطبعة البارونيّة بمصر:
أنشأ سليمان الباروني في مصر مطبعةً وأصدر صحيفةَ الأسد الإسلامي عام 1907 فأشار فيها إلى بعض أفكاره وآرائه ، وعرّف على صفحاتها بقضيّة بلاده وبغيرها من القضايا . ولكن لم يكتب لهذه الجريدة طول العمر إذ لم تصدر منها إلا ثلاثة أعداد دعا من خلالها إلى فكرة "الجامعة الإسلاميّة".
مطبوعات الازهار البارونيّة المتوفّرة بالمكتبة البارونيّة بجربة
- 1ديوان سليمان الباروني الشّعري:
ظهرت الطّبعة الأولى من ديوان سليمان الباروني سنة 1326ه/1908م بمطبعة الأزهار البارونيّة الّتي أسّسها بالقاهرة في الحبّانية بشارع محمّد علي بمصر. اشتمل هذا الدّيوان على ما يقرب من 80 مقطوعة منها المطوّلة و منها الأبيات المرتجلة و ذيّلها برسالتين تحتوي على تقريظات لأدباء مصريّين و ليبييّن ([3]). الرّسالة الأولى: في 32 صفحة نشر فيها قصيدة من نخبة علماء زوارة و أدبائها منهم الشّيخ عربي بن رمضان و بعض زملائه المشايخ علي بن محمّد والسّنوسي بن محمّد وأحمد بن قدمور وغيره من الفضلاء وختمها بتهاني الدّستور الّذي منحه السّلطان العثمانيّ الغازي عبد الحميد خان حقنا للدّماء في 23 يوليو1908 م.
الرّسالة الثّانية في 16 صفحة وهي جملة من التّقاريظ وردت عليه من أفاضل الأدباء تكريما لديوان شعره منهم: كريم اسماعيل باشا صبري وكيل الحقّانية و الشّيخ أحمد الفسّاطوي الأزهريّ و الشّيخ حسين الرّفاعي المحلاوي المدرّس بالأزهر الشّريف و الشّيخ سعيد الباروني و العلّامة شيخ طنطاوي الجوهريّ مؤلّف التّاج المرصّع و جواهر العلوم و الأديب قاسم أفندي الباروني و شقيقه الشّيخ يحيى الباروني. يشتمل الكتاب على 127 صفحة, مقاس الصّفحات 18*13. الكتاب تامّ، أوراقه منفصلة , به اهتراء في الحواف و ثقوب الأرضة. تمّت مقارنته بنسخة من جمع و ترتيب ابنته زعيمة سليمان الباروني الّتي قامت بنشر الجزء الأوّل والثّاني في 286 صفحة بمطابع دار لبنان للطّباعة و النّشر ببيروت سنة 1392ه/1972م. بمقاس 24*16.5 و بمعدّل 23 سطرا.
- 2القسم الثّاني من كتاب الأزهار الرّياضيّة :